فصل: حال النبي عيسى عليه السلام وفق الكتاب والسنة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الثانية» ***


الإيمان

ما يلزم المسلم من العقيدة حتى يكون مسلما

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏7503‏)‏

س5 ما الذي يجب على المسلم علمه من العقيدة حتى يكون مسلما حقا‏؟‏

ج5 المسلمون يتفاوتون في مقدرتهم العقلية وفي فراغهم ومشاغلهم الحيوية وفي تيسر طرق التعلم وصعوبتها، فيجب على مسلم ما لا يجب على الآخر، وأقل ما يجب من ذلك على كل مكلف الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره، وفهم معنى ذلك إجمالا، والنطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وفهم معناها ولو إجمالا، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة بالنسبة للأغنياء، وصوم رمضان وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، ثم معرفة حكم ما يبتلى به من النوازل؛ ليقدم على ما يجوز منها ويجتنب ما لا يجوز منها مع الحذر من كل ما حرم الله على عباده، وأكثر من تلاوة القرآن الكريم مع قراءة بعض الكتب السلفية كـ‏[‏شرح الطحاوية‏]‏ لابن أبي العز، و‏[‏زاد المعاد‏]‏

لابن القيم ونحوها لتزداد علما في ذلك‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل الإيمان قول وعمل أم قول دون عمل‏؟‏

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏8008‏)‏

س1 قضية الألوهية وما يعنى بشهادة لا إله إلا الله فالمطلع على كتب بعض الأئمة من سلفنا الصالح مثل كتاب ‏[‏فتح المجيد شرح كتاب التوحيد‏]‏، ‏[‏مجموعة التوحيد‏]‏ لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية و‏[‏معارج القبول في شرح سلم الوصول‏]‏ للشيخ حافظ حكمي وغيرهم يجد الآتي أولا في ‏[‏فتح المجيد‏]‏ قال الشيخ رحمه الله في معنى لا إله إلا الله نقلا عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه لم يجعل التلفظ بها وحده كافيا، بل لا بد من العلم بل لا بد من التلفظ والعلم والعمل ولم يجعل ذلك كافيا بل لا بد من الكفر بما يعبد من دون الله، وذلك عند شرحه لحديث مسلم رحمه الله انظر ‏[‏فتح المجيد‏]‏ ‏(‏ص 90‏)‏ ‏(‏مكتبة الرياض الحديثة‏)‏‏.‏ من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه‏.‏ رواه مسلم وذلك في الحين الذي نجد في كتاب ولاة لا قضاة أن الرجل يركز على مفهوم الشهادة باللفظ دون ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وغيره وكذا المطلع على أقوال سلفنا الصالح من أن الإيمان قول وعمل يحتار عندما يجد في أقوال معاصرينا أنه القول دون العمل‏.‏

وعندما قال السلف في عناصر الإيمان الثلاثة قول باللسان، وعمل بالأركان، وتصديق بالجنان يجد في ذلك أيضا حيرة أفتونا في الحق من هذا بعدما علمتم ما سقناه‏؟‏

ج1 الصواب في ذلك قول أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان وتصديق بالجنان، ولا يكتفي في ذلك بالنطق باللسان إلا في إجراء أحكام الدنيا من تغسيله إذا مات وتكفينه ودفنه في مقابر المسلمين ونحو ذلك من أحكام الدنيا إذا لم يعلم منه ما يقتضي كفره، وأما شهادة ألا إله إلا الله فمعناها ‏(‏لا معبود حق إلا الله‏)‏ ولا يكفي مجرد القول، بل لا بد من الإيمان بالمعنى والعمل بالمقتضى، كما قال الله سبحانه في سورة الحج سورة الحج الآية 62 ‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ‏}‏ وقال سبحانه‏:‏ سورة البينة الآية 5 ‏{‏وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏}‏‏.‏

والآيات في هذا المعنى كثيرة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

العقائد المطلوبة من المسلم

السؤال الثاني والرابع من الفتوى رقم ‏(‏8943‏)‏

س2 ما أنواع العقائد المطلوب من المسلم الإيمان بها‏؟‏

ج2 هي أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره، على ما بينه الله في كتابه وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته مع الالتزام بأركان الإسلام الخمسة والإيمان بها وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت، والإيمان بأن الله سبحانه هو المستحق للعبادة دون سواه وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله، معناها لا معبود حق إلا الله، كما قال تعالى في سورة الحج سورة الحج الآية 62 ‏{‏وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ‏}‏ مع الإيمان بأسماء الله سبحانه وصفاته الواردة في القرآن العظيم والسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإثباتها لله سبحانه على الوجه اللائق به، كما قال تعالى‏:‏ سورة الشورى الآية 11 ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‏}‏‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

أفضل كتاب يبحث في التوحيد والعقائد الإسلامية

س4 ما هو أفضل كتاب يبحث في التوحيد والعقائد الإسلامية وكيف الحصول على ذلك‏؟‏

ج4 أعظم كتاب وأفضل كتاب يوضح العقيدة الصحيحة هو كتاب الله عز وجل ثم أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحسن الكتب في ذلك كتاب ‏[‏فتح المجيد‏]‏، وكتاب ‏[‏ العقيدة الواسطية ‏]‏، وكتاب ‏[‏العلو للعلي الغفار‏]‏، وكتاب ‏[‏التوسل والوسيلة‏]‏، وكتاب ‏[‏مختصر الصواعق المرسلة‏]‏، وكتاب ‏[‏تطهير الاعتقاد‏]‏ و‏[‏شرح الطحاوية‏]‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

نصيحة لتقوية الإيمان والعلم

فتوى رقم ‏(‏4323‏)‏

س أولا‏:‏ أبدأ سؤالي بأن تنصحوني لأستفيد منكم والمثل هنا ‏(‏العلم يأتي من أفواه الرجال‏)‏ فمثلا أريد بأن يقوى إيماني‏.‏

ثانيا‏:‏ أريد أن أتعلم ولكن الكتب في الجزائر مهجورة إلا بعض الإخوان جزاهم الله خيرا بتعلمهم‏.‏

ثالثا‏:‏ إني أعمل بناء والناس الذين في المعمل ليس لهم عقيدة وكلامهم سخيف وليس كلامهم إلا فاحشة‏.‏

رابعا‏:‏ أنا أمشي مع أخ ولكن عقيدته فاسدة وليس كلامه إلا في إخواننا المؤمنين الصالحين وأنا مهلك منه وأرجو أن تعطوني دواء لهذا الداء‏؟‏

ج أولا ننصحك أن تقرأ القرآن كثيرا وتكثر من الاستماع لتلاوته وتتدبر معاني ما تقرأ وما تسمع منه بقدر استطاعتك، وما أشكل عليك فهمه فاسأل عنه أهل العلم ببلدك أو مكاتبة غيرهم من أهل العلم من علماء السنة، وننصحك أيضا بالإكثار من ذكر الله بما ورد من الأذكار في الأحاديث الصحيحة مثل لا إله إلا الله، ومثل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ونحو ذلك، وارجع في ذلك إلى كتاب ‏[‏الكلم الطيب‏]‏ لابن تيمية، وكتاب ‏[‏الوابل الصيب‏]‏ لابن القيم، وكتاب ‏[‏رياض الصالحين‏]‏، وكتاب ‏[‏الأذكار النووية‏]‏ للنووي، وأمثالها فإن ذكر الله يزداد به الإيمان وتطمئن به القلوب، قال الله تعالى سورة الرعد الآية 28 ‏{‏أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‏}‏ وحافظ على الصلاة والصيام وسائر أركان الإسلام مع رجاء رحمة الله والتوكل عليه في كل أمورك، قال تعالى‏:‏ سورة الأنفال الآية 2 ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ‏}‏ سورة الأنفال الآية 3 ‏{‏الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ‏}‏ سورة الأنفال الآية 4 ‏{‏أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم‏}‏‏.‏

ثانيا الكتب الإسلامية موجودة في كل دولة إسلامية بكثرة بالمكتبات الحكومية العامة وللبيع بمكتبات الأهالي التجارية ومن طلبها وجدها ونوصيك بمراجعة أهل العلم الشرعي عندك لمعرفة ما يصلح لك من الكتب لتقرأ فيه بالمكتبات الحكومية أو تستعيره للقراءة أو تشتري ما تحتاجه من المكتبات التجارية، وتسأل أهل العلم عما أشكل، وليس لدينا مانع من إجابتك عما تسأل عنه من مسائل الشرع المطهر ونسأل الله الثبات على الحق والله المستعان‏.‏

ثالثا ورابعا عليك بمصاحبة الأخيار وبمجالسة الصالحين لتستفيد منهم علما وخلقا ويكونوا عونا لك على الطاعة، وإياك وقرناء السوء ومجالسة الأشرار؛ خشية أن يؤثروا عليك في أخلاقك، أو يفتروا همتك ويضعفوا عزيمتك في أداء شعائر دينك والقيام بواجب أسرتك، أو يسيئوا سمعتك، وقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم أمته بمجالسة الأخيار وحذرهم من مجالسة الأشرار، وضرب المثل الكريم في ذلك فقال أحمد ‏(‏4/ 204، 205، 408‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏2101، 5534‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏2628‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏2829، 4830، 4831‏)‏‏.‏ مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتري منه أو يحذيك أو تجد ريحا طيبة، وكير الحداد يحرق ثيابك أو تجد ريحا خبيثة رواه البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

كيف الطريق إلى زيادة الإيمان

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏10561‏)‏

س2 الإيمان يزيد وينقص، فإذا كنت ممن نقص إيمانه وقسا قلبه، فكيف لي بزيادة إيماني وليونة قلبي وخشوع جوارحي في وسط صراع الدنيا ومغرياتها في هذا الزمان‏؟‏ فضيلة الشيخ أرجو من سيادتكم الإفادة بالتفصيل وجزاك الله عنا خير الجزاء‏.‏

ج2 حقا الإيمان يزيد بطاعة الله، وينقص بمعصيته، فحافظ على ما أوجب الله من أداء الصلوات في وقتها جماعة في المساجد، وأداء الزكاة طيبة بها نفسك طهرة لك من الذنوب ورحمة بالفقراء والمساكين، وجالس أهل الخير والصلاح؛ ليكونوا؛ عونا لك على تطبيق الشريعة، وليرشدوك إلى ما فيه السعادة في الدنيا والآخرة، وجانب أهل البدع والمعاصي لئلا يفتنوك، ويضعفوا عزيمة الخير فيك، وأكثر من فعل نوافل الخير، والجأ إلى الله واسأله التوفيق، إنك إن فعلت ذلك زادك الله إيمانا وأدركت ما فاتك من المعروف، وزادك الله إحسانا واستقامة على جادة الإسلام‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الخلاص من الكفر والنفاق

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏9206‏)‏

س7 كنت في المرحلة الثانوية قابضا على ديني بشدة ولكن الآن أشعر بنقصان في إيماني منذ دخولي الجامعة فأرجو منكم النصيحة والعون في أمري هذا، هل يمكن أن تبعثوا لي شريطا في العقيدة وخاصة في الكفر والنفاق‏؟‏

ج7 عليك تلاوة القرآن وتدبره والعمل بما فيه وقراءة ما يوضحه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرجوع إلى كلام أهل العلم الموثوقين في العقيدة والفقه، وعليك الإكثار من الأعمال الصالحة‏.‏

ومجالسة أهل الخير والبعد عن الشر وأهله، وادفع عنك وساوس الشيطان بكثرة ذكر الله والاستغفار، وحاسب نفسك فيما مضى منك، فإن كنت مسيئا فتب إلى الله واستغفره وأقلع من الذنوب، واندم على فعلك، واعزم على عدم العودة إلى مثل ذلك‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

أحاديث الأنبياء

حاجة الناس إلى الرسل

السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏7289‏)‏

س5 هل الإنسان في حاجة إلى الرسل ما دام أن الله أكرمه بالعقل والفطرة ولماذا يكون الرسل من البشر‏؟‏

ج5 بل في أشد الضرورة إليهم؛ لأن عقول الناس مختلفة أعظم اختلاف، ولا تستطيع أن تستقل بمعرفة ما يرضي الله سبحانه أو يسخطه من الأقوال والأعمال والعقائد، ومن أجل ذلك أرسل الله رسله من نوح عليه الصلاة والسلام إلى أن ختموا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بدين شامل كامل باق عام للبشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين‏.‏

وننصحك بالإكثار من قراءة القرآن والتأمل فيه وخاصة قصص الأنبياء فيه وماذا واجهوا به أممهم من أمور الرسالة وأغراضها المذكورة في مثل قول الله سبحانه وتعالى سورة الأنبياء الآية 25 ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ‏}‏ أما إرسالهم من البشر؛ فلأن ذلك أكمل في إقامة الحجة؛ لكونهم من جنسهم يستطيعون التفاهم معهم وسؤالهم عما يهمهم ويتمكنون من فهم كلامهم؛ لقول الله عز وجل‏:‏ سورة الإسراء الآية 94 ‏{‏وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا‏}‏ سورة الإسراء الآية 95 ‏{‏قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ سورة إبراهيم الآية 4 ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ‏}‏ الآية‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

الحكمة من جعل الرسل على فقرات متقطعة

السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ‏(‏8381‏)‏

س1 ما الحكمة في جعل الأنبياء والرسل على فترات متقطعة، ولماذا لم يجعلهم في فترة واحدة‏؟‏

ج1 الله تعالى حكيم، ومن حكمته أن جعل أنبياءه ورسله على فترات، يختارهم ويبعثهم كلما دعت حاجة البشر إليهم؛ ليهدوهم إذا ضلوا، ولينقذوهم مما انتشر فيهم من الشرك والفساد، وقد يجتمع أنبياء ورسل في فترة واحدة؛ كداود وسليمان، وكإبراهيم ولوط، وموسى وهارون‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

آخر رسول قبل الرسول عليه السلام

س2 ما هو آخر نبي ورسول كان قبل آخر رسول وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏

ج2 هو عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أحمد ‏(‏2/ 319، 437، 463، 482، 541‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏3442، 3443‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏2365‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏4675‏)‏، والطبراني في معجمه كتاب التفسير برقم ‏(‏7145‏)‏‏.‏ أنا أولى الناس بابن مريم؛ لأنه ليس بيني وبينه نبي‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

التفريق بين الرسل ومن هو أفضلهم‏؟‏

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏1000‏)‏

س6 أستفسر عن التفريق بين رسل الله، وأيهم أفضل مكانة‏؟‏

ج6 يجب الإيمان برسالة كل من ثبتت رسالته بالقرآن أو السنة الصحيحة فمن آمن ببعضهم وكفر ببعض فقد كفر؛ لقوله تعالى سورة البقرة الآية 285 ‏{‏آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ‏}‏ سورة البقرة، وقوله تعالى‏:‏ سورة النساء الآية 150 ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا‏}‏ سورة النساء الآية 151 ‏{‏أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا‏}‏ سورة النساء الآية 152 ‏{‏وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}‏‏.‏

وأما الفرق بين الرسل في المكانة والمنزلة والتفاوت بينهم في الفضل والدرجة فهذا صحيح ورد به النص الشرعي، قال الله تعالى سورة البقرة الآية 253 ‏{‏تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ‏}‏ الآية‏.‏ وأفضلهم أولو العزم، وهم‏:‏ نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وأفضل هؤلاء الخمسة الخليلان وإبراهيم ومحمد لاختصاصهما بالخلة وهي كمال المحبة عليهم الصلاة والسلام، وأفضل الرسل على الإطلاق خاتم النبيين محمد عليهم الصلاة والسلام؛ لحديث‏:‏ أحمد ‏(‏5/ 540‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏2278‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏4673‏)‏، وابن خزيمة في ‏[‏التوحيد‏]‏ برقم ‏(‏362‏)‏‏.‏ أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع رواه مسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه وحديث‏:‏ الدارمي ‏(‏1/ 31‏)‏، والبيهقي في ‏[‏الدلائل‏]‏ ‏(‏5/ 480‏)‏ من حديث جابر بن عبد الله‏.‏ أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر الحديث رواه الدارمي في سننه وحديث أحمد ‏(‏2/ 341، 451‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏196‏)‏، وابن ماجه برقم ‏(‏4356‏)‏، وابن أبي شيبة في ‏[‏المصنف‏]‏ ‏(‏11/ 503‏)‏‏.‏ أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة رواه مسلم في صحيحه وأحاديث اختصاصه بالشفاعة العظمى وإقدامه عليها بعد اعتذار الأنبياء عنها، وإنقاذ الناس من هول الموقف بشفاعته لهم وغير ذلك من الأحاديث التي وردت في تفضيله، وإجماع الأمة على ذلك، إلا أنه ينبغي للمسلم أن يتأدب مع الأنبياء فلا يخوض في التفضيل بينهم إلا في مقام التعليم والإرشاد ونحو ذلك، خشية أن يجر ذلك إلى الجدل والتفاخر، وأن يكون ذريعة إلى انتقاص بعضهم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أنه قال‏:‏ أحمد ‏(‏3/ 41‏)‏ بلفظ‏:‏ لا تفضلوا بعض الأنبياء على بعض من حديث أبي سعيد الخدري، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏3414‏)‏، ومسلم كتاب الفضائل حديث ‏(‏159‏)‏، والبيهقي في ‏[‏الدلائل‏]‏ ‏(‏5/ 482‏)‏ بلفظ‏:‏ لا تفضلوا بين أنبياء الله استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال اليهودي في قسم يقسمه‏:‏ والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده فلطم وجه اليهودي، فقال‏:‏ أي خبيث وعلى محمد صلى الله عليه وسلم، فجاء اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى المسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تفضلوني على الأنبياء الحديث، فنهى عن الدخول في المفاضلة بينه وبين الأنبياء في مثل هذه الحالة خشية أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه، وإن كان تفضيل بعضهم على بعض ثابتا في القرآن والسنة، وتعيين من هو أفضل ثابتا أيضا بالنص الصريح‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ إبراهيم بن محمد آل الشيخ

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن منيع

وقوع الخطأ في حق الأنبياء والرسل

السؤال العاشر من الفتوى رقم ‏(‏6290‏)‏‏:‏

س10‏:‏ بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون أن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس قالوا‏:‏ إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل، داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني فأفتى، يونس وقصته لما التقمه الحوت، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئا، يجب عليه أن يقوله ويظهره، قصته مع الصحابة‏:‏ أنتم أدرى بأمور دنياكم، قالوا بأنه أخطأ في هذا الجانب‏.‏ قصته مع الأعمى وهي‏:‏ سورة عبس الآية 1 ‏{‏عَبَسَ وَتَوَلَّى‏}‏ سورة عبس الآية 1 ‏{‏أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى‏}‏ فهل الأنبياء والرسل حقا يخطئون‏؟‏ وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين‏؟‏

ج10‏:‏ نعم، الأنبياء والرسل قد يخطئون، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم؛ رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم؛ فضلا منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال، ولم ينكر الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إخباره أمته بحديث الذباب وما في جناحيه من الداء والدواء بل أقره فكان صحيحا، وأما أبناء آدم فمع أنهما ليسا من الأنبياء لما قتل أحدهما الآخر ظلما وعدوانا بين الله سوء صنيعه بأخيه وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن صحيح البخاري أحاديث الأنبياء ‏(‏3158‏)‏، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات ‏(‏1677‏)‏، سنن الترمذي العلم ‏(‏2673‏)‏، سنن النسائي تحريم الدم ‏(‏3985‏)‏، سنن ابن ماجه الديات ‏(‏2616‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏1/433‏)‏‏.‏ ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

عدد الأنبياء والرسل

السؤال العاشر من الفتوى رقم ‏(‏5611‏)‏‏:‏

س10‏:‏ كم عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام‏؟‏

ج10‏:‏ لا يعلم عددهم إلا الله؛ لقوله تعالى‏:‏ سورة غافر الآية 78 ‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ‏}‏ والمعروف منهم من ذكروا في القرآن أو صحت بخبره السنة‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

رفع أجساد الرسل وفناؤها

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏8257‏)‏

س3 الأنبياء جميعهم ماتوا ولكن الرسول عليه السلام يوم أسري به وعرج به إلى السماء رأى في كل سماء أحد الأنبياء والرسل وصلى بهم، فهل يعني هذا أن الأولياء الصالحين كذلك يرفعون إلى السماء‏؟‏ وقبل أيام قرأت في كتاب لا أذكر اسمه بالضبط أن الرسل عندما يموتون تبقى أجسامهم حية لا تفنى، أقصد أن الدود لا يأكلها كما يأكل باقي الأجساد فما رأيكم‏؟‏

ج3 إذا مات الإنسان وليا أو غير ولي فإن جسمه لا يرفع إلى السماء وإنما تصعد روح المؤمن إلى السماء وأما الأجساد فإنها تبقى في الأرض؛ لقوله تعالى سورة طه الآية 55 ‏{‏مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى‏}‏ كما أن الأجساد تفنى ويأكلها الدود حاشا أجساد الأنبياء فقد ثبت من حديث أوس بن أوس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سنن النسائي الجمعة ‏(‏1374‏)‏، سنن أبو داود الصلاة ‏(‏1047‏)‏، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز ‏(‏1636‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏4/8‏)‏، سنن الدارمي الصلاة ‏(‏1572‏)‏‏.‏ إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي فقالوا‏:‏ يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت‏؟‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ بليت، قال‏:‏ إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء رواه أبو داود والنسائي‏.‏

مع العلم بأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لم يمت وإنما رفع إلى السماء وسينزل في آخر الزمان ثم يموت، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل يجوز تمثيل الرسل والأنبياء‏؟‏

فتوى رقم ‏(‏4054‏)‏‏:‏

س‏:‏ بعد التحية والتكريم‏:‏ أخي الكريم الشيخ عبد العزيز بن باز بما أني مخرج وكاتب سينمائي ومسرحي أخيرا فكرت في إنتاج شريط فيلم جديد تحت عنوان ‏(‏رجل من بابل‏)‏ هذا السيناريو أو القصة والحوار يتحدث عن سيدنا إبراهيم الخليل، فطبعا بعد قراءة الكتاب الذي ألف من طرف الكتاب التونسيين والكتاب من بعض الدول العربية أخرجت منه السيناريو والحوار، وفجأة سمعت في المركز التعليمي السعودي بتونس أن الأخ الكريم وكيل وزارة الإعلام يزور تونس الخضراء في مهمة اجتماع هيئة الإذاعات العربية فرحبت به‏؟‏

ج‏:‏ لا يجوز تمثيل الرسل والأنبياء وهذا لازم لتصوير قصصهم فلا يجوز الإقدام على ذلك؛ لما يترتب عليه من المفاسد، وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في هذا الموضوع يتضمن بيان تحريم ذلك‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

تمثيل الصحابة والتابعين

فتوى رقم ‏(‏4723‏)‏‏:‏

س‏:‏ حكم تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم‏؟‏ وعن تمثيل الأنبياء وأتباعهم من جانب والكفار من جانب آخر‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ إن المشاهد في التمثيليات التي تقام والمعهود فيها طابع اللهو وزخرفة القول والتصنع في الحركات ونحو ذلك مما يلفت النظر ويستميل نفوس الحاضرين ويستولي على مشاعرهم ولو أدى ذلك إلى لي في كلام من يمثله، أو تحريف له أو زيادة فيه، وهذا مما لا يليق في نفسه فضلا عن أنه يقع تمثيلا من شخص أو جماعة للأنبياء وصحابتهم وأتباعهم فيما يصدر عنهم من أقوال في الدعوة والبلاغ، وما يقومون به من عبادة وجهاد أداء للواجب ونصرة للإسلام‏.‏‏.‏

ثانيا‏:‏ إن الذين يشتغلون بالتمثيل يغلب عليهم عدم تحري الصدق وعدم التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، وفيهم جرأة على المجازفة وعدم مبالاة بالانزلاق إلى ما لا يليق ما دام في ذلك تحقيق لغرضه من استهواء الناس وكسب للمادة ومظهر نجاح في نظر السواد الأعظم من المتفرجين، فإذا قاموا بتمثيل الصحابة ونحوهم أفضى ذلك إلى السخرية والاستهزاء بهم والنيل من كرامتهم والحط من قدرهم وقضى على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين‏.‏

ثالثا‏:‏ إذا قدر أن التمثيلية لجانبين، جانب الكافرين كفرعون أبي جهل ومن على شاكلتهما، وجانب المؤمنين كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأتباعهم- فإن من يمثل الكافرين سيقوم مقامهم ويتكلم بألسنتهم فينطق بكلمات الكفر ويوجه السباب والشتائم للأنبياء ويرميهم بالكذب والسحر والجنون‏.‏‏.‏ إلخ، ويسفه أحلام الأنبياء وأتباعهم ويبهتهم بكل ما تسوله له نفسه من الشر والبهتان مما جرى من فرعون وأبي جهل وأضرابهما مع الأنبياء وأتباعهم لا على وجه الحكاية عنهم، بل على وجه النطق بما نطقوا به من الكفر والضلال هذا إذا لم يزيدوا من عند أنفسهم ما يكسب الموقف بشاعة ويزيده نكرا وبهتانا وإلا كانت جريمة التمثيل أشد وبلاؤها أعظم وذلك مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الكفر وفساد المجتمع ونقيصة الأنبياء والصالحين‏.‏‏.‏

رابعا‏:‏ دعوى أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح والدعوة المؤثرة والاعتبار بالتاريخ- دعوى يردها الواقع، وعلى تقدير صحتها فشرها يطغى على خيرها‏.‏ ومفسدتها تربو على مصلحتها وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه‏.‏

خامسا‏:‏ وسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة؛ نصرة للإسلام، وعزة للمسلمين، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجد وعلو الهمة، ولله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

تفسير الخبث في آية الخبيثات للخبيثين

فتوى رقم ‏(‏11324‏)‏‏:‏

س‏:‏ حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي، وقد فاجأني بقوله لي‏:‏ هناك آية في القرآن تتضمن قول الله سبحانه وتعالى‏:‏ سورة النور الآية 26 ‏{‏الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ‏}‏ إلخ الآية، والآية الأخرى تتضمن قوله تعالى سورة هود الآية 45 ‏{‏رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ‏}‏ و سورة هود الآية 46 ‏{‏يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ‏}‏ وهناك آية أخرى، وهي قوله تعالى سورة التحريم الآية 10 ‏{‏ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ‏}‏ سورة التحريم الآية 11 ‏{‏وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ‏}‏ إلخ الآية، وأن هناك على حد زعمه تناقضا، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى سورة النور الآية 26 ‏{‏وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ‏}‏ إلخ الآية، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات، وفرعون كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة وحيث ليس لدي جواب مقنع آمل التكرم بإفتائي عن ذلك جزاكم الله خيرا‏؟‏

ج‏:‏ أولا‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ سورة النور الآية 26 ‏{‏الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم‏}‏ هذه الآية ذكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيدا لبراءة عائشة رضي الله عنها مما رماها به عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين زورا وبهتانا، وبيانا لنزاهتها وعفتها في نفسها ومن جهة صلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم وللآية معنيان الأول أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة، والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات والمعنى الثاني أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات، والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء، والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات، والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها وهو نزاهة عائشة رضي الله عنها عما رماها به عبد الله بن أبي بن سلول من الفاحشة ومن تبعه ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله‏.‏

ثانيا قال الله تعالى سورة هود الآية 45 ‏{‏وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ‏}‏ سورة هود الآية 46 ‏{‏قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ‏}‏ ومعنى الآيتين أن الله تعالى أخبر عن رسوله نوح عليه السلام أنه سأله تعالى أن ينجز له وعده إياه بنجاة ولده من الغرق والهلاك بناء على فهمه من ذلك من قوله تعالى له سورة هود الآية 40 ‏{‏احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ‏}‏‏.‏

فقال‏:‏ سورة هود الآية 45 ‏{‏فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي‏}‏ وقد وعدتني بنجاة أهلي ووعدك الحق الذي لا يخلف وأنت سورة هود الآية 45 ‏{‏أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ‏}‏ سورة هود الآية 46 ‏{‏قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ‏}‏ أي الذين وعدتك بإنجائهم؛ لأني إنما وعدتك بإنجاء من آمن من أهلك بدليل الاستثناء في قوله تعالى سورة هود الآية 40 ‏{‏إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ؛‏}‏ ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله‏:‏ سورة هود الآية 46 ‏{‏يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ‏}‏ وبين ذلك بقوله سورة هود الآية 46 ‏{‏إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ؛‏}‏ لكفره بأبيه نوح عليه السلام ومخالفته إياه فليس من أهله دينا وإن كان ابنا له من النسب، قال ابن عباس وغير واحد من السلف رضي الله عنهم‏:‏ ‏(‏ما زنت امرأة نبي قط‏)‏ وهذا هو الحق، فإن الله سبحانه أغير من أن يمكن امرأة نبي من الفاحشة؛ ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بالفاحشة وأنكر عليهم ذلك وبرأها مما قالوا فيها وأنزل في ذلك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة‏.‏‏.‏

ثالثا‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ سورة التحريم الآية 10 ‏{‏ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ الآيتين من سورة التحريم بعد أن عاتب الله تعالى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة عائشة وحفصة رضي الله عنهن جميعا على ما بدر منهن مما لا يليق بحسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن يعتزلهن شهرا، وأنكر تعالى عليهن بعض ما وقع منهن من أخطاء في حقه عليه الصلاة والسلام، وأنذرهن بالطلاق وأن يبدله أزواجا خيرا منهن- ختم سورة التحريم بمثلين، مثل ضربه للذين كفروا بامرأتين كافرتين امرأة نوح وامرأة لوط، ومثل ضربه للذين آمنوا بامرأتين صالحتين بآسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران؛ إيذانا بأن الله حكم عدل لا محاباة عنده، بل كل نفس عنده بما كسبت رهينة، وحث العباد على التقوى، وأن يخشوا يوما يرجعون فيه إلى الله، يوما لا يجزي فيه والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، يوم لا تزر فيه وازرة وزر أخرى، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى، يوم لا تنفع فيه الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا فبين سبحانه أن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين وكانتا تحت رسولين كريمين من رسل الله وكانت امرأة نوح تخونه بدلالة الكفار على من آمن بزوجها، وكانت امرأة لوط تدل الكفار على ضيوفه، إيذاء وخيانة لهما، وصدا للناس عن اتباعهما، فلم ينفعهما صلاح زوجيهما نوح ولوط، ولم يدفعا عنهما من بأس الله شيئا، وقيل لهاتين المرأتين أدخلا النار مع الداخلين جزاء وفاقا بكفرهما وخيانتهما بدلالة امرأة نوح على من آمن به، ودلالة امرأة لوط على ضيوفه لا بالزنى، فإن الله سبحانه لا يرضى لنبي من أنبيائه زوجة زانية، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى سورة التحريم الآية 10 ‏{‏فَخَانَتَاهُمَا‏}‏ قال‏:‏ ‏(‏ما زنتا‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين‏)‏ وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم‏.‏ وبين الله سبحانه بالمثل الذي ضربه للذين آمنوا بآسية زوجة فرعون وكان أعتى الجبابرة في زمانه- أن مخالطة المؤمنين للكافرين لا تضرهم إذا دعت الضرورة إلى ذلك ما داموا معتصمين بحبل الله تعالى متمسكين بدينه كما لم ينفع صلاح الرسولين‏:‏ نوح ولوط زوجتيهما الكافرتين، قال الله تعالى‏:‏ سورة آل عمران الآية 28 ‏{‏لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً‏}‏ ولذلك لم يضر زوجة فرعون كفر زوجها وجبروته، فإن الله حكم عدل لا يؤاخذ أحدا بذنب غيره بل حماها وأحاطها بعنايته وحسن رعايته واستجاب دعاءها وبنى لها بيتا في الجنة ونجاها من فرعون وكيده وسائر القوم الظالمين مما تقدم في تفسير الآيات من أن ابن نوح ليس ابن زنى وأن عائشة رضي الله عنها برأها الله في القرآن مما رماها به رأس النفاق ومن انخدع بقوله من المؤمنين والمؤمنات، وأن كلا من امرأة نوح وامرأة لوط لم تزن وإنما كانتا كافرتين، ودلت كل منهما الكفار على ما يسوؤهما ويصد الناس عن اتباعهما، وأن زواج المؤمن بالكافرة كان مباحا في الشرائع السابقة وكذا زواج الكافر بالمؤمنة، وأن الله حمى امرأة فرعون من كيده وحفظ عليها دينها ونجاها من الظالمين- يتبين أن الآيات المذكورة متوافقة لا متناقضة وأن بعضها يؤيد بعضا‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

الوحي لغير الأنبياء والرسل

فتوى رقم ‏(‏6893‏)‏

س هل من الناس من أوحى الله إليه غير الأنبياء‏؟‏

ج لا نعلم أن الله أوحى إلى أحد غير الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وحي تشريع

أما وحي الإلهام فقد أوحى الله إلى أم موسى وإلى النحل، قال تعالى سورة القصص الآية 7 ‏{‏وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ‏}‏ وقال‏:‏ سورة النحل الآية 68 ‏{‏وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

أول الرسل

السؤال السابع من الفتوى رقم ‏(‏6147‏)‏

س7 الرسل الثلاثمائة والثلاثة عشر أولهم نوح وآخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام أرسل قبل نوح رسول أم لا‏؟‏

ج7 نوح أول الرسل إلى أهل الأرض بعد آدم؛ لما ثبت في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويل انظر الفتوى رقم ‏(‏1000‏)‏ في هذا الباب ‏(‏ص 260‏)‏‏.‏ أن المؤمنين أتوا نوحا فقالوا أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض، فاشفع إلى ربنا الحديث‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل آدم نبي أم رسول‏؟‏

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏7701‏)‏

س2 إن هذا أيضا من المعتقدات أي من الإيمان أن آدم عليه السلام أول نبي من الأنبياء كما أشار إليه الله تعالى في القرآن الحكيم بقوله سورة البقرة الآية 37 ‏{‏فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ‏}‏ أين الدلائل الظاهرة المبينة لرسالة آدم‏؟‏

ج2‏:‏ أول الرسل عليهم السلام إلى أهل الأرض نوح، كما جاء ذلك في حديث الشفاعة المخرج في الصحيحين‏.‏

وأما آدم فقيل‏:‏ إنه نبي، وعلى ذلك يكون أول الأنبياء بدليل الآية التي ذكرت في السؤال وقوله تعالى‏:‏ سورة طه الآية 115 ‏{‏وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا‏}‏ وغير ذلك من الآيات التي فيها إيحاء الله إليه، ولا نعلم دليلا صحيحا صريحا يدل على أنه رسول عليه الصلاة والسلام‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

إبراهيم عليه السلام

نجاة إبراهيم عليه السلام من أعدائه

فتوى رقم ‏(‏7786‏)‏

س أريد أن أستفيد من جنابكم استفادة علمية لأشفي القلب بها، وقد قال الله تبارك وتعالى سورة النحل الآية 43 ‏{‏فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ‏}‏ والله سبحانه وتعالى ولي الحق والصواب وإليه المرجع والمآب وذلك أني بعدما درست الفنون وعلوم الحديث وعلوم القرآن بحمد الرحمن وقع ورسخ في قلبي أن الذي ألقى في النار سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم ليس هو نمروذ الذي ملك الأرض كلها كما هو بين الخواص والعوام والمذكور في التفاسير والتواريخ لعلماء الإسلام، بل ما ألقاه إلا قومه؛ وذلك لأن القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حينما وأيما ذكر هذه القصة يصرح تصريحا بأن الواقعة هذه قد وقعت مع قومه وأبيه؛ لأنهم كانوا يعبدون الأصنام وهو صلى الله عليه وعلى نبينا محمد يمنعهم إلى أن جعل الأصنام جذاذا وجوز القوم هذا الجزاء بإزاء ما فعل حيث قال جل شأنه‏:‏ سورة الصافات الآية 97 ‏{‏قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ‏}‏ وغيرها، فالمباشرون لإجراء هذا الجزاء والمجوزون بعد المشاورة له ليس إلا قومه فالسياق والسباق وإرجاع هذه الضمائر إلى القوم لا يصرح تصريحا لا يقبل التأويل إلا بأن الواقعة هذه قد وقعت مع قومه لا مع نمروذ، نعم الواقعة المبينة في قوله تعالى سورة البقرة الآية 258 ‏{‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ‏}‏ القصة تدل على أنها وقعت مع نمروذ لا مع القوم، مع أن المعلوم من التاريخ أن نمروذ هذا ليس من قوم إبراهيم عليه الصلاة والتسليم فإلى جانب سياق القرآن وتصريحه الذي لا يقبل التأويل وإلى جانب التواريخ والتفاسير وضعاف الأحاديث التي لا يساوي السياق القرآني وتصريحه فبهذا نشأ القلق والاضطراب، وإني راجعت التفاسير فما وجدت لهذه المعضلة شفاء‏.‏

فالمرجو من حضرتكم الجواب الشافي المؤيد بالروايات الصحيحة من الأحاديث النبوية مع الإحاطة ولا يقبل إلا الحديث الصحيح وأقوال علماء المحققين أجري وأجركم على الله‏؟‏

ج‏:‏ إن الله تعالى ذكر في سورة البقرة قصة الذي حاج وإبراهيم في ربه، وختمها بانتصار وإبراهيم عليه، ودحضه شبهته، فقال‏:‏ سورة البقرة الآية 258 ‏{‏فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏}‏ ولم يشر سبحانه في القصة إلى أنه تعرض لإبراهيم عليه الصلاة والسلام بأذى أو أنذره بشر وذكر سبحانه في سورة الأنعام والأنبياء والشعراء والعنكبوت دعوة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أباه وقومه إلى التوحيد وإنكاره عليهم عبادة غير الله وتحطيمه أصنامهم وما دار بينه وبينهم من المحاجة، وختمها بإلقائهم إياه في النار، وإنجائه منها، فقال سبحانه سورة الأنبياء الآية 68 ‏{‏قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ‏}‏ سورة الأنبياء الآية 69 ‏{‏قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ‏}‏ سورة الأنبياء الآية 70 ‏{‏وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ‏}‏ سورة الأنبياء الآية 71 ‏{‏وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ‏}‏ وهذا بين في أن قومه هم الذين ألقوه في النار، وأن الله تعالى رد كيدهم وأحبط سعيهم ونجى خليله وإبراهيم عليه الصلاة والسلام مما أرادوه به من الهلاك، فلا إشكال في المسألة ولا إعضال، فالمقصود هو بيان أن وإبراهيم عليه السلام بلغ البلاغ المبين وأقام الحجة على الكافرين، وأنه ابتلي البلاء العظيم فصبر ابتغاء وجه الله الكريم فأنجاه الله من النار وأبطل كيد الكفار وقد تم كل ذلك بفضل الله ورحمته، فهون على نفسك وأشغل بالك بما هو أهم من ذلك، زادك الله فقها في الدين وعناية، ووفقنا وإياك للنافع من العلم وصالح العمل، ونفع بنا وبك المسلمين‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

اسم والد إبراهيم عليه السلام

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏4804‏)‏

س6 أبو إبراهيم الخليل عليه السلام هل هو ‏(‏آزر‏)‏ أم ‏(‏آزار‏)‏ كما يقولون فعل ماض بمعنى أخذه الإثم بمخالفة إبراهيم الخليل أو كما يقولون مأخوذ من ‏(‏الوزر‏)‏ أيهما أصح‏؟‏

ج6 ‏(‏آزر‏)‏ اسم أعجمي لوالد وإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام على الصحيح من أقوال العلماء، وهو بدل من أبيه أو معطوف عليه عطف بيان، وليس فعلا ماضيا مشتقا من الوزر، فإن ماضي الوزر- وزر- ثلاثي بمعنى أثم وحمل، وآزر أربعة حروف، وليس آزر اسما لصنم كان يعبده قوم وإبراهيم وأبوه؛ لكونه مخالفا لسياق خطاب وإبراهيم عليه السلام لأبيه، ولجمع الأصنام في نفس الآية، ولتعداد معبوداتهم تفصيلا بعد ذلك من كوكب وقمر وشمس‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

قبر إسماعيل عليه السلام

السؤال الثالث من الفتوى رقم ‏(‏4333‏)‏

س3 يروى في كتب السير بأن إسماعيل عليه السلام دفن في ‏(‏الحطيم‏)‏ بمكة المكرمة، إذا كان القبر في ‏(‏الحطيم‏)‏ فكيف تجوز الصلاة في ذلك المكان‏؟‏

ج3 ما قيل من أن إسماعيل عليه الصلاة والسلام مدفون في ‏(‏الحطيم‏)‏ غير صحيح، فلا يعول عليه بحال‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

يوسف عليه السلام

السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏9308‏)‏

س2 هل إخوة سيدنا يوسف عليه السلام الذين رموه في الجب من الأسباط المذكورين في القرآن الذين هم من الأنبياء والمرسلين، وإن كانوا كذلك فهل يجوز فعلهم هذا في حق الرسل والأنبياء أم أنهم فعلوا ذلك قبل أن تأتيهم النبوة والرسالة‏؟‏

ج2 يوسف عليه السلام وإخوته هم بنو يعقوب عليه السلام- إسرائيل- والمراد بالأسباط حفدة يعقوب وذرية أبنائه الإثني عشر وليس من الإثني عشر نبي إلا يوسف عليه السلام على الصحيح، كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه ‏[‏البداية‏]‏ ص 215، 216 ج1، وعلى هذا فلا يستبعد أن يحتال إخوة يوسف على أبيهم ويرتكبوا ما حصل منهم من الكيد لأخيهم يوسف عليه السلام‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

الخضر عليه السلام

دعوى حراسة الخضر للخلق في الأنهار والصحاري

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏1727‏)‏

س6 هل خضر عليه السلام حارس في الأنهار والصحاري وهل يعين كل من ضل عن الطريق إذا ناداه‏؟‏

ج6 الصحيح من أقوال العلماء أن الخضر عليه السلام توفي قبل إرسال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى سورة الأنبياء الآية 34 ‏{‏وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ‏}‏ وعلى تقدير أنه بقي حيا حتى لقي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فقد دلت السنة على وفاته بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمدة محدودة، بينها صلى الله عليه وسلم بقوله فيما ثبت عنه‏:‏ أحمد ‏(‏2/ 88، 121، 131‏)‏، والبخاري ‏[‏فتح الباري‏]‏ برقم ‏(‏115، 1126، 3599، 5844، 6218، 7069‏)‏، ومسلم برقم ‏(‏2537، 2538‏)‏، وأبو داود برقم ‏(‏4348‏)‏، والترمذي برقم ‏(‏2251‏)‏‏.‏ أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد، وعلى هذا يكون شأنه شأن الأموات لا يسمع نداء من ناداه ولا يجيب من دعاه ولا يهدي من ضل عن الطريق إذا استهداه وعلى تقدير أنه حي إلى اليوم فهو غائب، شأنه شأن غيره من الغائبين لا يجوز دعاؤه ولا الاستنجاد به في شدة أو رخاء؛ لعموم قوله تعالى‏:‏ سورة الجن الآية 18 ‏{‏فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا‏}‏ وما جاء في معناه من الآيات‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

دعوى حياة الخضر

السؤالان الأول والثاني من الفتوى رقم ‏(‏5513‏)‏

س1 هل الخضر عليه السلام مازال على قيد الحياة كما يدعون‏؟‏

ج1 الصحيح من قولي العلماء ما ذهب إليه الجمهور من أن الخضر عليه السلام قد مات؛ لظاهر العموم في قوله تعالى سورة الأنبياء الآية 34 ‏{‏وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ‏}‏ ولما ثبت عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال‏:‏ صحيح البخاري مواقيت الصلاة ‏(‏576‏)‏، صحيح مسلم فضائل الصحابة ‏(‏2537‏)‏، سنن الترمذي الفتن ‏(‏2251‏)‏، سنن أبو داود الملاحم ‏(‏4348‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/88‏)‏‏.‏ أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، قال ابن عمر‏:‏ فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون من الأحاديث عن مائة سنة وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد، يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن رواه مسلم ثم هذا هو الأصل الغالب في سنة الله في بني آدم فيجب البقاء معه حتى يثبت ما ينقل عنه من الأدلة، ولم يثبت فيما نعلم ما يدل على استثناء الخضر عليه السلام‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل الخضر نبي‏؟‏

س2‏:‏ هل الخضر نبي أو رجل صالح‏؟‏

ج2‏:‏ الصحيح‏:‏ أن الخضر عليه السلام نبي لما ذكره الله تعالى في سورة الكهف من قصته مع موسى عليهما السلام فإن فيها أنه خرق سفينة كانت لمساكين يعملون في البحر، وقتل غلاما لم يرتكب جريمة، وأقام جدارا ليتيمين بلا أجر في قرية أبي أهلها إطعامهما، وأنكر موسى كل ذلك عليه فبين له السبب أخيرا، ثم ختمت القصة بأن كل ذلك كان منه بوحي من الله وذلك فيما أخبر الله عنه من قوله‏:‏ سورة الكهف الآية 82 ‏{‏وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا‏}‏‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

اعتقاد الصوفية في الخضر عليه السلام

فتوى رقم ‏(‏6001‏)‏

س يعتقد كثير من عوام المسلمين في كثير من البلاد الإسلامية وعلماء الطرق الصوفية بأن الخضر صاحب موسى عليه السلام حي يرزق للآن وأنه يطوف الدنيا كلها وأنه يتشكل في صور مختلفة ويعتقدون بأنه لا ظل له وأن معه النبي ‏(‏إلياس‏)‏ عليه السلام ويعتقد العوام بأن الخضر إذا زارهم ودعا لهم أصبحوا أغنياء في أقل من لمح البصر، وإذا غضب عليهم انقلبوا فقراء إذا كانوا أغنياء، ومرضى إذا كانوا أصحاء ومن عقيدتهم عافانا الله منها أنه يأتي في صورة سائل مرة وفي صورة مريض ينزل من جسده القيح والصديد فإن طردوه من منازلهم كان هذا دليلا على شقاوتهم وتعاستهم وإن رحبوا به وعالجوه اختفى بدون أن يترك أي أثر وكان هذا دليلا على سعادتهم، هل الخضر صاحب موسى عليه السلام حي يرزق للآن، وهل هو نبي، هل ذكر صراحة في الأحاديث النبوية الصحيحة ما هي حقيقة أمره‏؟‏

ج الخضر نبي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، والصحيح أنه قد مات كغيره من البشر، فلا يطوف بالدنيا ولا يتمثل في صورة مختلفة وليس سببا اليوم لغنى أو فقر وقد سبق أن صدر منا فتوى مفصلة عنه مع الأدلة هذا نصها صدرت برقم ‏(‏5513‏)‏‏.‏

‏(‏الصحيح من قولي العلماء ما ذهب إليه الجمهور من أن الخضر عليه السلام قد مات؛ لظاهر العموم في قوله تعالى سورة الأنبياء الآية 34 ‏{‏وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ‏}‏ ولما ثبت عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال صحيح البخاري العلم ‏(‏116‏)‏، صحيح مسلم فضائل الصحابة ‏(‏2537‏)‏، سنن الترمذي الفتن ‏(‏2251‏)‏، سنن أبو داود الملاحم ‏(‏4348‏)‏، مسند أحمد بن حنبل ‏(‏2/88‏)‏‏.‏ صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال‏:‏ أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، قال ابن عمر‏:‏ فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون من الأحاديث عن مائة سنة، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد، يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن رواه مسلم ثم هذا هو الأصل الغالب في سنة الله في بني آدم، فيجب البقاء معه حتى يثبت ما ينقل عنه من الأدلة، ولم يثبت- فيما نعلم- ما يدل على استثناء الخضر عليه السلام‏.‏ وبالله التوفيق‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

عيسى عليه السلام

دعوى زواج مريم ابنة عمران بعد ولادتها لعيسى عليه السلام

فتوى رقم ‏(‏7647‏)‏‏:‏

س‏:‏ قد كنت أتحدث مع رجل مصري الجنسية ويعمل طبيبا في بريطانيا وأثناء ذلك ذكر لي أن مريم ابنة عمران بعد ما أنجبت ابنها عيسى عليه السلام تزوجها رجل لا يحضرني اسمه الآن وأنجبت منه طفلين، فهل هذا صحيح أم لا‏؟‏ وإذا كان ذلك حقيقة فما الدليل من القرآن الكريم أو من السنة أو غيرهما، لأن الرجل الذي ذكر ذلك لي لم يستطع ذكر أي دليل وأنا كذلك لا أستطيع ذكر ما سمعته ما لم استدل بشيء من القرآن أو من السنة أرجو تزويدي بشيء من ذلك والله يحفظكم لنا ذخرا‏؟‏

ج‏:‏ لم يذكر في كتاب الله تعالى ولا ثبت في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مريم بنت عمران تزوجت بعد أن ولدت عيسى عليه السلام، ولا أنها ولدت أولادا سوى عيسى عليه السلام‏.‏

أما قبل عيسى عليه السلام فقد ثبت أنها لم يمسسها بشر، ولم تك بغيا، قال الله تعالى‏:‏ سورة مريم الآية 16 ‏{‏وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 17 ‏{‏فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 18 ‏{‏قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 19 ‏{‏قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 20 ‏{‏قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا‏}‏ وقد أقر الله تعالى قولها وصدقها فيه‏.‏

وبهذا يتبين أن ما قيل من أن مريم بنت عمران تزوجت أو ولدت غير عيسى عليه الصلاة والسلام لا أصل له‏.‏ وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حال النبي عيسى عليه السلام وفق الكتاب والسنة

فتوى رقم ‏(‏2190‏)‏

س ورد خبر إلينا أن ستطبع ترجمة القرآن الكريم بيد محمد أسد في إيرلندا ‏(‏دبلن‏)‏ قريبا، وسوف تنشر هنا، وقد شكلت لجنة لنشر هذه الترجمة ومن بينهم أساتذة مسلمون من الهند، ويدعي محمد أسد في ترجمته أن نبي الله عيسى عليه السلام قد مات، وأن اعتقاد المسلمين في عودته خطأ، وفي ضوء هذا الزعم أقدم إليكم الأسئلة الآتية

1- ما هو حال النبي عيسى عليه السلام وفق الكتاب والسنة الشريفة الثابتة‏؟‏

ج خلق الله تعالى نبيه عيسى عليه السلام من أم وبلا أب، كما قال تعالى سورة مريم الآية 16 ‏{‏وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 17 ‏{‏فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 18 ‏{‏قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 19 ‏{‏قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 20 ‏{‏قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 21 ‏{‏قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 22 ‏{‏فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 23 ‏{‏فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 24 ‏{‏فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 25 ‏{‏وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 26 ‏{‏فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 27 ‏{‏فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ‏}‏‏.‏

فدل ذلك على أنه من أمه مريم فقط بإذن الله وكلمته لا من أب ليكون آية للناس، ومع ذلك اتهمها اليهود بأنها جاءت به من الزنا، فأنطق الله تعالى ابنها عيسى وهو في المهد ببراءتها، قال تعالى سورة مريم الآية 27 ‏{‏قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 28 ‏{‏يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 29 ‏{‏فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 30 ‏{‏قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 31 ‏{‏وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 32 ‏{‏وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 33 ‏{‏وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا‏}‏ سورة مريم الآية 34 ‏{‏ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ‏}‏ سورة مريم الآية 35 ‏{‏مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ‏}‏ فبرأه الله بهذه المعجزة أن يكون له أب من الزنا، ونزه سبحانه نفسه أن يكون له ولد، وإذن فليس عيسى ولد الله، وأخبرت مريم عن نفسها أنها لم يمسسها بشر، وصدقها الله في ذلك، ونسبه سبحانه إلى أمه في أكثر من موضع في القرآن، ولو كان من أب لنسبه إلى أبيه، كما هي سنته تعالى في كلامه، فدل ذلك على أنه من أم فقط، وهو نبي الله ورسوله، كما دلت عليه الآيات السابقة وغيرها‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

حكم من قال‏:‏ إن عيسى عليه السلام قد مات

2- ما حكم من قال‏:‏ إن عيسى قد مات‏؟‏

ج‏:‏ ثبت بالأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة أن عيسى ابن مريم عليهما السلام لم يقتل ولم يمت، بل رفعه الله إليه حيا، وأنه سينزل آخر الزمان حكما عدلا في هذه الأمة، فمن قال‏:‏ إن عيسى ابن مريم قد مات وأنه لا ينزل آخر الزمان فقد خالف كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأخطأ خطأ فاحشا، ويحكم بكفره بعد البلاغ وإقامة الحجة عليه لتكذيبه لله ورسوله‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

هل نشر عيسى عليه السلام دعوته في الهند وأفغانستان والسند وإيران‏؟‏

3- هل توجد أدلة تدل على أن عيسى قد نشر دعوته لأناس في الهند وأفغانستان والسند وإيران‏؟‏

ج‏:‏ الأصل الذي يعتمد عليه في مثل ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة لا العقل؛ لأن المسألة خبرية محضة، ولا التاريخ؛ لأنه غير مأمون لعدم نقله بالأسانيد المتصلة الموثوق برواتها، ولذا كثر فيه الكذب، ولم يوجد في القرآن ما يدل على أن عيسى عليه السلام نشر دينه في البلاد المذكورة ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نعلم حديث يدل على ذلك، وإنما الذي ثبت فيهما أن الله بعثه إلى بني إسرائيل وأنه بلغهم رسالة ربه، والذي اشتهر أن الديانة المسيحية كانت مهددة بخطر من اليهود بعد أن رفع الله المسيح ابن مريم إليه، وأنه ما كتب لها الانتشار إلا عن طريق حكومة الرومان، وهذه مسألة تاريخية لا يترتب على العلم بها فائدة ذات أهمية‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود

ترجمة القرآن الكريم بيد محمد أسد

4- لماذا طبعت الترجمة المذكورة في دولة إسلامية علما أن محمد أسد مستوطن في المملكة المغربية على علمنا، ولم أجد شيئا في الكتاب أو السنة المعروفة لدي مثبتا للأسئلة أعلاه، وسوف تقوي فتواكم يدي والرد على هذه الأمور وسد نشر الترجمة هنا‏؟‏

ج‏:‏ في ترجمته أخطاء فاحشة وكفريات فاضحة من أجلها قرر المجلس التأسيسي لرابطة العالم بمكة المكرمة أنه يحرم طبعها ونشرها‏.‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس‏:‏ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب الرئيس‏:‏ عبد الرزاق عفيفي

عضو‏:‏ عبد الله بن غديان

عضو‏:‏ عبد الله بن قعود